الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **
مذهب أهل السنة والجماعة أن لله تعالى: يدين، اثنتين، مبسوطتين بالعطاء والنعم. وهما من صفاته الذاتية الثابتة له حقيقة على الوجه اللائق به. وقد دل على ثبوتهما الكتاب، والسنة. فمن أدلة الكتاب قوله تعالى: ومن أدلة السنة قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (يد الله ملأى سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه). وقد أجمع أهل السنة على أنهما يدان حقيقيتان لا تشبهان أيدي المخلوقين، ولا يصح تحريف معناهما إلى القوة، أو النعمة أو نحو ذلك لوجوه منها: أولًا: أنه صرف للكلام عن حقيقته إلى مجازه بلا دليل. ثانيًا: أنه معنى تأباه اللغة في مثل السياق الذي جاءت به مضافة إلى الله تعالى: فإن الله قال: ثالثًا: أنه ورد إضافة اليد إلى الله بصيغة التثنية، ولم يرد في الكتاب والسنة ولا في موضع واحد إضافة النعمة والقوة إلى الله بصيغة التثنية فكيف يفسر هذا بهذا؟! رابعًا: أنه لو كان المراد بهما القوة لصح أن يقال: إن الله خلق إبليس بيده ونحو ذلك. وهذا ممتنع ولو كان جائزًا لا حتج به إبليس على ربه حين قال له: خامسًا: أن اليد التي أضافها الله إلى نفسه تصرفت تصرفًا يمنع أن يكون المراد بها النعمة، أو القوة فجاءت بلفظ اليد، والكف، وجاء إثبات الأصابع لله تعالى: والقبض، والهز كقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (يقبض الله سمواته بيده والأرض باليد الأخرى، ثم يهزهن ويقول: أنا الملك). وهذه التصرفات تمنع أن يكون المراد بها النعمة، أو القوة.
|